كل شيء يبدأ عندما تدرك أنك وحدك المسؤول عن نفسك. ليس الآخرون، ليس الماضي، ليس الظروف، ليس العالم. أنت. هذه الحقيقة، رغم بساطتها، تحمل في طياتها سر التغيير والتحول العميق.
حين تتوقف عن لوم الآخرين، عن انتظار الفرص، عن التعلق بالماضي، تجد نفسك في مواجهة مباشرة مع ذاتك. قد يكون هذا مخيفًا في البداية، لأنك لم تعد تملك أعذارًا، لكن في ذات الوقت، هو التحرر الحقيقي. لأنه حين تدرك أنك المسؤول، تدرك أيضًا أنك القادر.
لا شيء فيك محكوم عليه بالبقاء كما هو. لا أفكارك، لا مخاوفك، لا عاداتك، لا حتى مشاعرك. كل شيء فيك مرن، قابل للتغيير، للتطور، للنمو. لكن هذا لا يحدث بالتمني، بل يحدث عندما تجعل نفسك مشروعًا مستمرًا للتحسين.
ليس المطلوب أن تصل إلى المثالية، بل أن تستيقظ كل يوم بقرار واحد: أن تكون أفضل مما كنت عليه بالأمس. خطوة صغيرة، تغيير بسيط، فكرة جديدة، سلوك مختلف، كل هذا يتراكم ليصنع منك إنسانًا لا يشبه ذاك الذي كنت عليه.
الحياة لن تتغير وحدها، الظروف لن تترتب من أجلك، ولن يأتي من يأخذ بيدك. عليك أن تكون أنت من يقرر، من ينهض، من يتحمل، من يسير رغم التعب، من يتجاوز رغم الألم. وحين تفعل، ستدرك أن القوة التي كنت تبحث عنها في الخارج، كانت في داخلك طوال الوقت.